أسود الرافدين يصطادون صقور الخليج بثنائية حاسمة

مباراة نارية انتهت بفوز العراق (2-0) على البحرين في كأس العرب FIFA قطر 2025™. تحليل حصري لأداء أسود الرافدين الباهر، وتألق أيمن حسين ومهند علي. اكتشف كيف حسم العراق القمة الخليجية وماذا ينتظر "البحرين" بعد هذه الخسارة. تغطية إخبارية مفصلة لأصعب مجموعة في البطولة.

 

العراق ضد البحرين: قمة خليجية مُبكرة تُشعل شرارة المجموعة الحديدية في كأس العرب

تتركز الأضواء والبحث اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025 على قمة المجموعة الرابعة في كأس العرب FIFA قطر 2025™ التي جمعت بين المنتخب العراقي والمنتخب البحريني. تُعتبر كلمة العراق ضد البحرين من أكثر العبارات المفتاحية بحثاً في الساعات الأخيرة، نظراً لأهمية هذه المواجهة في "مجموعة الموت" التي تضم أيضاً حامل اللقب، الجزائر، ومنتخب السودان. فلطالما اتسمت لقاءات "أسود الرافدين" و"صقور الخليج" بالندية والإثارة، خاصة بعد سلسلة من المواجهات التاريخية التي جمعت بينهما في بطولات الخليج والبطولات القارية.

لقد دخل المنتخبان اللقاء في ظروف متباينة، فالمنتخب العراقي يتسلح بزخم التصفيات الآسيوية الأخيرة وبطموح استعادة أمجاده كأكثر المنتخبات تتويجاً باللقب (أربعة ألقاب)، بينما يسعى المنتخب البحريني، بطل كأس الخليج الأخير، إلى تجاوز خيبة أمله في التصفيات المونديالية وبدء مشوار عربي قوي يعيد له بريق البطل. هذا التباين في الظروف رفع من حدة الترقب وجعل نتيجة العراق ضد البحرين هي الخبر الأبرز على الساحة الكروية العربية.

المنتخب العراقي يحسم صدام البحرين ببراعة تكتيكية

شهد ملعب 974 في الدوحة، الذي يحمل دلالات مونديالية خاصة، مواجهة تكتيكية عالية المستوى أسفرت عن فوز مستحق للمنتخب العراقي بنتيجة (2-0) على نظيره البحريني. لم يكن الفوز مجرد نتيجة، بل كان تأكيداً على جاهزية "أسود الرافدين" للمنافسة بقوة على صدارة المجموعة.

الشوط الأول: بداية نارية وتألق هجومي عراقي

بدأت المباراة بوَتيرة سريعة، حيث فرض المنتخب العراقي سيطرته على وسط الملعب منذ الدقائق الأولى، مستغلاً السرعة في الأجنحة والتنظيم الجيد بين خطوطه. لم ينتظر "أسود الرافدين" طويلاً لترجمة سيطرتهم، ففي الدقيقة (10)، تمكن المهاجم المتألق أيمن حسين من افتتاح باب التسجيل للمنتخب العراقي. جاء الهدف بعد عرضية مثالية، ارتقى لها حسين برأسية قوية ومتقنة، ليُعلن عن الهدف الأول ويُشعل المدرجات المليئة بالجماهير العراقية التي ساندت فريقها بقوة.

الهدف المبكر هز ثقة المنتخب البحريني، الذي حاول العودة إلى أجواء المباراة عبر الضغط على مناطق بناء الهجمات العراقية. ورغم محاولات البحرين، إلا أن المنظومة الدفاعية العراقية أظهرت صلابة لافتة.

في الدقيقة (18)، تعرض المنتخب البحريني لضربة موجعة بإصابة حارس مرماه الأساسي إبراهيم لطف الله وخروجه الاضطراري، ليحل محله الحارس البديل عمر سالم. لم يكد المنتخب البحريني يلتقط أنفاسه من تغيير الحارس، حتى تلقى الهدف الثاني. في الدقيقة (25)، استغل المهاجم الشاب مهند علي "ميمي" ارتباكاً دفاعياً بحرينياً، ليسجل الهدف الثاني بطريقة ممتازة، مؤكداً تفوق العراق ضد البحرين بهدفين نظيفين في نصف ساعة فقط.

الشوط الثاني: محاولات بحرينية واستماتة عراقية للدفاع عن التقدم

دخل المنتخب البحريني الشوط الثاني بضغط هجومي مكثف، سعياً لتقليص الفارق والعودة للمباراة. أجرى المدرب دراغان تالاييتش عدة تغييرات تهدف لتعزيز الوسط والهجوم، خاصة مع تألق كميل الأسود وعلي مدن في بناء الهجمات.

لجأ المنتخب العراقي، بقيادة مدربه غراهام أرنولد، إلى نهج تكتيكي أكثر تحفظاً، يعتمد على غلق المساحات في منتصف ملعبه واللعب على الهجمات المرتدة السريعة. على الرغم من الاستحواذ النسبي للمنتخب البحريني، إلا أن الفرص الخطيرة التي أُتيحت له كانت قليلة بفضل يقظة الدفاع وحارس المرمى العراقي أحمد باسل.

شهدت الدقائق الأخيرة محاولات يائسة من "صقور الخليج" للتسجيل، لكن قوة وصلابة خط الدفاع العراقي أفسدت كل تلك المحاولات، لينتهي اللقاء بفوز المنتخب العراقي بنتيجة (2-0). يُعتبر هذا الفوز بمثابة ثلاث نقاط ثمينة تضع العراق ضد البحرين في صدارة المجموعة، بعد التعادل السلبي بين الجزائر والسودان.

تحليل الأداء الفني: لماذا تفوق العراق وحصد النقاط الثلاث؟

تفوَّق المنتخب العراقي في هذه القمة لعدة عوامل فنية وتكتيكية:

  • النجاعة الهجومية القاتلة: تمكن العراق من استغلال الفرص القليلة التي أتيحت له في الشوط الأول بتسجيل هدفين سريعين، مما منح الفريق أفضلية معنوية وتكتيكية كبرى. أثبت الثنائي الهجومي أيمن حسين ومهند علي قدرته على إنهاء الهجمات بفعالية عالية.

  • التنظيم الدفاعي المُحكم: بعد التقدم، تحوَّل المنتخب العراقي إلى كتلة دفاعية صلبة، خاصة في الشوط الثاني، حيث نجح في إبطال مفعول مفاتيح لعب البحرين، وخاصة من الأطراف.

  • ثبات التشكيل: اعتمد المدرب غراهام أرنولد على تشكيلة قوية مزجت بين الخبرة والشباب، وتضمنت أسماء بارزة مثل مصطفى سعدون وعلي جاسم، مما ساهم في تحقيق الانسجام اللازم لبداية مثالية.

في المقابل، عانى المنتخب البحريني من:

  • الخسارة المبكرة للحارس: إصابة إبراهيم لطف الله أثرت نفسياً وتكتيكياً على الفريق.

  • الضعف الدفاعي غير المبرر: ظهرت المساحات الكبيرة في دفاع البحرين، وهو ما استغله أيمن حسين ومهند علي ببراعة.

العراق ضد البحرين يُرسخ المنافسة

أكد مدرب المنتخب العراقي، غراهام أرنولد، في تصريحات بعد المباراة، أن الفوز كان ضرورياً جداً في مجموعة صعبة كهذه، مشيداً بالروح القتالية للاعبين وقدرتهم على تحمل الضغط بعد التقدم المبكر. وأضاف أن الهدف الآن هو الاستعداد الجيد للمباراة القادمة لتأمين التأهل مبكراً.

من جانبه، أشار مدرب المنتخب البحريني، دراغان تالاييتش، إلى أن الخسارة لم تكن نهاية المطاف، وأن الفريق سيعمل على تصحيح الأخطاء التي ظهرت، خاصة في الجانب الدفاعي، مؤكداً أن فرص التأهل لا تزال قائمة، وأن مواجهة الجزائر القادمة ستكون تحدياً جديداً يهدفون لتحقيق نتيجة إيجابية فيه.

تجدر الإشارة إلى أن نتائج مواجهات العراق ضد البحرين في كأس العرب غالباً ما تكون متقاربة جداً. على سبيل المثال، كانت آخر مواجهة بينهما في نسخة 2021 قد انتهت بالتعادل السلبي، مما يجعل هذا الانتصار العراقي حاسماً لفك عقدة التعادلات وضمان بداية قوية في نسخة 2025. المنتخب العراقي، الأكثر تتويجاً باللقب، يسعى لاستعادة موقعه الريادي بقوة. وفي سياق متصل، أشار موقع "كووورة" الإخباري إلى الأجواء التنافسية الكبيرة قبل المباراة، وكيف أن المنتخبان يتشاركان طموح المضي قدماً في البطولة 

مستقبل العراق والبحرين في المجموعة الرابعة؟

وضع فوز المنتخب العراقي (2-0) على البحرين "أسود الرافدين" في صدارة المجموعة الرابعة مؤقتاً برصيد 3 نقاط، في انتظار نتائج الجولات القادمة.

المباريات القادمة للمنتخب العراقي:

  • الجولة الثانية: العراق ضد السودان – السبت 6 ديسمبر 2025.

  • الجولة الثالثة: العراق ضد الجزائر – الثلاثاء 9 ديسمبر 2025.

المواجهة القادمة ضد السودان، الذي تعادل سلبياً مع الجزائر، ستكون حاسمة للعراق لتأمين بطاقة التأهل بشكل مبكر، بينما ستكون قمة الجزائر هي المنافسة على صدارة المجموعة.

المباريات القادمة للمنتخب البحريني:

  • الجولة الثانية: البحرين ضد الجزائر – السبت 6 ديسمبر 2025.

  • الجولة الثالثة: البحرين ضد السودان – الثلاثاء 9 ديسمبر 2025.

أمام المنتخب البحريني تحدي صعب جداً في الجولة القادمة بمواجهة حامل اللقب، الجزائر، الذي يسعى لتصحيح مساره بعد التعادل. إذا تمكنت البحرين من تحقيق نتيجة إيجابية، فإنها ستُبقي حظوظها قائمة بالكامل في التأهل عبر بوابة الجولة الأخيرة أمام السودان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم