المنتتخب الجزائري في واجهة حاسمة أمام منتخب البحرين
لقاء على حافة الهاوية في كأس العرب
تترقب الساحة الرياضية العربية، يوم السبت 6 ديسمبر 2025، واحدة من أكثر المواجهات إثارة وحسمًا في دور المجموعات من كأس العرب 2025 المقامة في قطر، حيث يلتقي المنتخب الجزائري، حامل اللقب المدافع، بنظيره المنتخب البحريني على ملعب خليفة الدولي في الدوحة. تأتي هذه المباراة في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للفريقين؛ فبعد نتائج الجولة الأولى المخيبة، يجد كل منهما نفسه على حافة الهاوية، حيث لم يعد الفوز مجرد خيار، بل هو ضرورة قصوى للحفاظ على حلم التأهل إلى دور الربع النهائي والبقاء في منافسة الدفاع عن اللقب بالنسبة للجزائر، أو تحقيق مفاجأة من العدم بالنسبة للبحرين.
هذه ليست مباراة عادية، بل هي اختبار حقيقي للشخصية والرغبة، تدور رحاها في إطار المجموعة الرابعة المتوازنة التي أثبتت أنها "مجموعة الموت" المصغرة في هذه البطولة. في هذا التحليل الشامل، نستعرض كل ما تحتاج لمعرفته عن مواجهة الجزائر والبحرين، من السياق التنافسي والظروف الفنية، إلى التكتيكات المتوقعة والتأثير التاريخي.
لماذا تعد مباراة الجزائر والبحرين مصيرية؟
بعد الجولة الافتتاحية، وجد كل من المنتخب الجزائري والمنتخب البحريني نفسه في موقف صعب، وإن اختلفت الدرجة. كانت الانطلابات غير متوقعة وتضع كلا الفريقين تحت ضغط هائل لتصحيح المسار.
واقع المجموعة الرابعة بعد الجولة الأولى
يظهر الجدول التالي الصورة الواضحة للوضع الحرج الذي يسبق لقاء الجزائر والبحرين:
| المنتخب | لعب | فوز | تعادل | خسارة | له | عليه | النقاط | المركز |
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| العراق | 1 | 1 | 0 | 0 | 2 | 1 | 3 | الأول |
| الجزائر | 1 | 0 | 1 | 0 | 0 | 0 | 1 | الثاني |
| السودان | 1 | 0 | 1 | 0 | 0 | 0 | 1 | الثالث |
| البحرين | 1 | 0 | 0 | 1 | 1 | 2 | 0 | الرابع |
مصدر الجدول: جمع من مواقع متخصصة تعكس الترتيب بعد الجولة الأولى.
المنتخب الجزائري (المصنف 34 عالميًا) بدأ حملته للدفاع عن لقبه الذي كسبه في نسخة 2021 بتعادل مخيب أمام السودان (0-0). هذه النقطة وضعت "محاربي الصحراء" في موقف حرج، حيث جعلتهم يعتمدون على نتيجة إيجابية في المباراتين المتبقيتين. أي تراجع آخر قد يعرض مسيرتهم في البطولة للخطر، خاصة مع تصدر العراق للمجموعة بثلاث نقاط. صرح المدرب مجيد بوقرة عقب المباراة الأولى بأنه راض عن بعض النقاط الإيجابية ولكن الفريق بحاجة لتحسين الانسجام.
من ناحية أخرى، خسر المنتخب البحريني (المصنف 81 عالميًا) أمام العراق (2-1) في مباراة أظهرت فيها صمودًا ولكنها لم تكن كافية. هذه الخسارة تضع "الخوالد" في موقف كارثي تقريبًا؛ فالهزيمة في مواجهة الجزائر ستقضي فعليًا على أي أمل واقعي في التأهل، نظرًا لصعوبة المباراة الأخيرة والفرق النقطي المحتمل.
تحليل ما قبل المباراة: إستراتيجيات ونقاط القوة والضعف
تتجه أنظار المحللين إلى الخطط التي سيتبناها المدربان، خاصة في ظل الظروف القاسية التي تحتم على كليهما الهجوم واقتناص الفوز.
المنتخب الجزائري: البحث عن الروح الهجومية
يدخل المدرب مجيد بوقرة المباراة وهو يواجه تحديات فنية:
غياب حاسم: سيفتقد الفريق خدمات الجناح الأيمن الموهوب آدم وناس بسبب الإيقاف بعد طرده في المباراة السابقة. هذا الغياب يحرم الفريق من عنصر مهم في خلق الفرص والاختراق من العمق.
مشكلة التهديف: كان العائق الأكبر أمام الجزائر في المباراة الأولى هو عدم القدرة على إنهاء الهجمات وتحويل الاستحواذ والسيطرة إلى أهداف ملموسة. هذا يتطلب إما إعادة ثقة المهاجمين الأساسيين أو إجراء تعديلات في التشكيل الهجومي.
الضغط النفسي: حمل لقب "حامل اللقب" والتصنيف المرتفع، بالإضافة إلى توقعات جماهيرية عريضة، تخلق ضغطًا إضافيًا على اللاعبين يجب على الجهاز الفني تدبير أمره.
من المتوقع أن يلعب الجزائر بتشكيل هجومي أكثر جرأة، مع الاعتماد على محور خط الوسط للإبداع ومحاولة استغلال الأجنحة، خاصة مع غياب وناس، للوصول إلى مناطق التسديد.
المنتخب البحريني: الاعتماد على التنظيم والهجمات المرتدة
تحت قيادة المدرب دراجان تالاييتش، من المرجح أن يتبنى المنتخب البحريني خطة واضحة:
التركيز الدفاعي: بناء جدار دفاعي متين والاعتماد على التنظيم التكتيكي العالي لإحباط محاولات الجزائر الهجومية.
الاستغلال السريع: سيكون سلاح البحرين الرئيسي هو الهجمات المرتدة السريعة بعد استعادة الكرة، والاعتماد على سرعة أجنحته للوصول إلى مرمى الجزائر.
الاستفادة من الكرات الثابتة: نظرًا للتوقع بسيطرة جزائرية، ستكون الركلات الثابتة (ركنيات وكرات حرة) فرصة ذهبية للبحرين لتسجيل هدف ثمين.
المفتاح للبحرين سيكون الصمود في الدقائق الأولى وعدم استقبال هدف مبكر، مما قد يفتح المباراة لصالح الجزائر بشكل كبير.
التشكيل المتوقع ونقاط المواجهة داخل الملعب
تشكيل الجزائر المتوقع (4-3-3):
حراسة المرمى: منصور زعيط.
خط الدفاع: عيسى ماندي، رامي بن سبعيني، جمال بن العيد، محمد عامر.
خط الوسط: إسماعيل بن ناصر (محور)، رياض محرز، هشام بوداوي.
خط الهجوم: بغداد بونجاح، محمد أمين عمورة، يوسف بلايلي (بديل لآدم وناس).
تشكيل البحرين المتوقع (4-2-3-1):
حراسة المرمى: سيد محمد جعفر.
خط الدفاع: سيد شغافر، وليد الهيام، أحمد بوجاسم، حمد البديع.
خط الوسط (دفاعي): محمد الحردان، علي مضاحكة.
خط الوسط (هجومي): محمد الرويعي، عبد الوهاب المالود، كميل السويد.
خط الهجوم: عبد الله يوسف هلال.
نقاط المواجهة الحاسمة:
محور الوسط: صراع بين إبداع إسماعيل بن ناصر ورياض محرز وصلابة محمد الحردان وعلي مضاحكة.
الأجنحة: محاولة الجزائر استغلال غياب وناس عبر يوسف بلايلي وهشام بوداوي، في مواجهة دفاعي بحرين سريعين.
العمق الهجومي: قدرة بغداد بونجاح على اختراق دفاع بحريني منظم، مقابل تهديد عبد الله يوسف هلال في الهجمات المرتدة.
قنوات نقل مباراة الجزائر والبحرين والبث المباشر
يمكن لمحبي كرة القدم في العالم العربي متابعة هذه المواجهة المصيرية عبر عدة قنوات وطنية وعربية شهيرة:
التلفزيون الجزائري: البث الأرضي والفضائي مجانًا للمشاهدين في الجزائر.
شبكة قنوات beIN SPORTS: عبر قناتها المفتوحة أو قناة beIN Xtra المجانية.
البث الرقمي: ستقوم قناة beIN Xtra بنقل المباراة مباشرة على منصة يوتيوب دون تشفير، مما يتيح متابعتها عبر الإنترنت بسهولة.
قنوات الكأس القطرية.
القنوات الكويتية: الكويت الرياضية.
القنوات الإماراتية: دبي الرياضية، أبوظبي الرياضية.
موعد المباراة: السبت 6 ديسمبر 2025، الساعة 15:30 بتوقيت الدوحة (قطر)، 14:30 بتوقيت الجزائر، 13:30 بتوقيت غرينتش.
نظرة على تاريخ المواجهات وطموحات المنتخبين
على الرغم من أن العلاقات بين دولتي الجزائر والبحرين وطيدة في إطار الجامعة العربية والمنظمات الدولية المشتركة، فإن اللقاءات الكروية المباشرة بين منتخبيهما ليست متكررة بشكل كبير. وتأتي كل مواجهة في إطار منافسات قارية أو عربية، مما يضفي عليها طابع التنافسية الشديدة.
بالنسبة للجزائر، هذه البطولة هي فرصة لتأكيد الهيمنة العربية بعد التتويج في 2021، وإثبات أن الأداء المخيب في بعض المحطات السابقة كان مجرد عثرة عابرة. اللقب يعني الكثير للجماهير الجزائرية الشغوفة، ويمثل جسرًا نحو استعادة الثقة قبل التحديات القارية والعالمية المقبلة.
أما البحرين، فتسعى دائمًا لتحقيق المفاجآت وإثبات قدرتها على المنافسة مع الكبار. لم يسبق للخوالد رفع لقب كأس العرب، لذا فإن كل مشاركة تمثل حلمًا جديدًا. الفوز على حامل اللقب سيكون إنجازًا تاريخيًا يعيد لهم الاعتبار ويحفزهم للمستقبل.
سيناريوهات التأهل وتأثير نتيجة الجزائر والبحرين
نتيجة مباراة الجزائر والبحرين ستغير بشكل جذري مشهد المجموعة الرابعة وستحدد مصير جميع فرقها:
فوز الجزائر: سترتفع نقاط الجزائر إلى 4 نقاط، وستضع قدمها بقوة في طريق التأهل. ستجعل البحرين (صفر نقاط) على شفا الإقصاء الرياضي، وتعقد مهمة السودان التي ستلعب ضد العراق. قد يحسم العراق تأهله هو الآخر إذا فاز على السودان في المباراة الأخرى.
فوز البحرين: ستكون هذه مفاجأة من العيار الثقيل. سترفع نقاط البحرين إلى 3 نقاط، وتنقلها من المركز الرابع إلى منافس شرس على التأهل. في نفس الوقت، ستبقى الجزائر عند نقطة واحدة فقط، وتضعها في خطر حقيقي قد يصل لحد الإقصاء في حال فوز العراق أو تعادله مع السودان.
التعادل: هذه النتيجة ستكون الأسوأ لكلا الفريقين. ستنتقل الجزائر إلى نقطتين وتتقدم البحرين إلى نقطة واحدة، ولكن كليهما سيبقى تحت رحمة نتيجة مباراة العراق والسودان. الفائز في تلك المباراة سيكون في وضع مثالي، وسيصبح الجولة الأخيرة معقدة للغاية.
موعد مع الإثارة والمصير
مواجهة الجزائر والبحرين في كأس العرب 2025 هي نموذج مثالي لكرة القدم التي تحمل في طياتها عناصر التشويق والدراما والندية. إنها أكثر من مجرد مباراة في دور المجموعات؛ إنها قصة فريق مدافع عن لقبه يحاول النهوض من عثرته، وفريق طامح في تحقيق إنجاز يخلد اسمه.
كل المؤشرات الفنية والتاريخية تُظهر تفوقًا جزائريًا على الورق، لكن كرة القدم تُلعب على العشب الأخضر وليس على الأوراق. إرادة بحرين محاصرة، وخطة تكتيكية محكمة، واستغلال لأخطاء الخصم، قد تصنع المعادلة الصعبة. المشجعون على موعد مع 90 دقيقة قلوبهم فيها على أطراف الأصابع، حيث يمكن لأي لحظة أن تغير مجرى المباراة وتاريخ البطولة لمنتخب الجزائر والبحرين.