مصر والإمارات .. مواجهة حاسمة على درب البقاء في كأس العرب 2025

مصر والإمارات.. مواجهة حاسمة على درب البقاء في كأس العرب 2025

لقاء على حافة الهاوية في لوسيل

تترقب الجماهير العربية، مساء اليوم السبت، واحدة من أكثر المواجهات إثارةً وضغطاً في منافسات كأس العرب 2025. يلتقي منتخب مصر، العملاق العريق الذي حمل أعباء مفاجأة التعادل في الجولة الأولى، بنظيره منتخب الإمارات، الذي يجد نفسه مع موعد مصيري للبقاء في البطولة. يُقام اللقاء على أرضية ملعب لوسيل الشهير في الدوحة، والذي سيحتضن صراعاً لا يقل أهمية عن أي كلاسيكو عربي.

تأتي هذه المباراة في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات، وتحمل في طياتها وعداً بالتأهل المريح أو رحلة شاقة نحو الإقصاء. فبينما يسعى الفراعنة لتصحيح المسار والاقتراب من دور الربع النهائي، يرى "الأبيض" الإماراتي في هذا اللقاء فرصته الوحيدة تقريباً لإشعال أمل التأهل. إنها أكثر من مجرد مباراة في جدول المباريات؛ إنها اختبار حقيقي للشخصية والإرادة تحت الأضواء الكاشفة لإحدى أكبر البطولات العربية.

المجموعة الثالثة: خريطة طريق قبل العاصفة

لفهم حجم الضغط المحيط بمواجهة مصر والإمارات، يجب أولاً استعراض المشهد الكامل للمجموعة الثالثة بعد نتائج الجولة الأولى، والتي رسمت خريطة طريق صعبة للجميع.

ترتيب المجموعة الثالثة بعد الجولة الأولى

المنتخبلعبفوزتعادلخسارةلهعليهالنقاطالمركز
الأردن1100213الأول
مصر1010111الثاني
الكويت1010111الثالث
الإمارات1001120الرابع

يظهر الجدول بوضوح أن منتخب مصر يشارك المركز الثاني برصيد نقطة واحدة فقط، بعد تعادله المخيب مع الكويت 1-1. هذه النقطة وضعت الفريق في موقف لا يحسد عليه، حيث جعلت الفوز في المباراة القادمة ضرورة حتمية وليس خياراً. أي تراجع آخر سيعقد مهمة الفراعنة بشكل كبير في الجولة الأخيرة أمام المتصدر الأردن.

على الجانب الآخر، يجد منتخب الإمارات نفسه في قاع المجموعة دون نقاط، بعد الخسارة من الأردن بنتيجة 2-1. هذا الموقع يضع "أبيض" الخليج في موقف كارثي؛ فالخسارة أمام مصر ستقضي فعلياً على أي أمل واقعي في التأهل إلى دور الربع النهائي، خاصة مع صعوبة المواجهة الأخيرة. هذا الضغط الهائل قد يتحول إما إلى حافز قوي أو ثقل يُعيق الأداء.

كأس العرب 2025: البطولة والإطار العام

تُقام بطولة كأس العرب 2025 تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وتستضيفها دولة قطر في الفترة من 1 حتى 18 ديسمبر 2025. تم تقسيم المنتخبات الـ16 المشاركة إلى أربع مجموعات، على أن يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي.

يقع منتخبا مصر والإمارات في المجموعة الثالثة، والتي تضم أيضاً منتخبي الأردن والكويت، وهي مجموعة وصفت بالمتوازنة والمفتوحة على جميع الاحتمالات. بالنسبة لمصر، هذه البطولة تمثل فرصة للتعويض عن خيبة أمل النسخة الماضية 2021، حيث خرجت من نصف النهائي على يد تونس ثم خسرت مباراة المركز الثالث أمام قطر. أما للإمارات، فهي محطة لإثبات التطور والمنافسة مع الكبار في المحيط العربي.

تحليل ما قبل المباراة: الفراعنة في مواجهة أنفسهم

يخوض منتخب مصر المباراة تحت قيادة المدير الفني حلمي طولان، وهو يعاني من تحديات كبيرة بعد الأداء المخيب في الجولة الأولى.

تحديات المنتخب المصري:

  • مشكلة التهديف: كان العائق الأكبر أمام مصر في مباراة الكويت هو العجز عن تحويل السيطرة والاستحواذ إلى أهداف حاسمة. هذا يستدعي إعادة نظر في الخيارات الهجومية أو آلية خلق الفرص.

  • الضغط النفسي: حمل لقب "المنتخب العربي الأبرز" وتاريخه العريق، بالإضافة إلى توقعات جماهيرية هائلة، يخلق عبئاً نفسياً على اللاعبين، ظهر جلياً في المباراة السابقة.

  • ضرورة الفوز: كما أوضحنا، التعادل لا يخدم مصر في هذه المباراة. هذا قد يدفع الفريق لتبني خطة هجومية مجازفة قد تعرضه لهجمات مرتدة خطيرة.

نقاط القوة المصرية:

رغم التحديات، يمتلك الفراعنة تشكيلة قوية تضم خليطاً من الخبرة والشباب. يعوّل المدرب على محور خط وسط قوي بقيادة محمد النني، إلى جانب سرعة الأجنحة مثل أحمد هاني و كريم العراقي. القوة البدنية والكروية للاعبين في مركز الوسط والدفاع تظل عاملاً مهماً يمكن البناء عليه لاستعادة الثقة.

تحليل ما قبل المباراة: الإمارات بين اليأس والأمل

في المقابل، يدخل منتخب الإمارات المباراة وهو يحمل روح المُحاصَر الذي لا يملك ما يخسره، وهي روح قد تكون خطيرة جداً.

تحديات المنتخب الإماراتي:

  • الوضع الكارثي: الهزيمة تعني شبه إقصاء، وهذا قد يؤدي إلى أحد أمرين: إما هجوم مجنون من البداية، أو خوف وتردد يسهل مهمة المنافس.

  • الفجوة الفنية: على الورق، يبدو أن هناك فجوة في الخبرة والمستوى الفردي بين لاعبي الإمارات ونظرائهم المصريين، خاصة في خط الوسط والهجوم.

  • ندرة الفرص: سيحتاج الفريق إلى استغلال كل فرصة تتاح له، لأنه من غير المتوقع أن يسيطر على مجريات اللقاء لوقت طويل.

نقاط قوة محتملة للإمارات:

  • عنصر المفاجأة: عدم وجود أي ضغوط تذكر قد يحرر اللاعبين نفسياً ويسمح لهم بتقديم أداء فوق العادة.

  • الهجمات المرتدة: من المتوقع أن يدخل الإماراتيون بالمباراة بخطة دفاعية في الأساس، والاعتماد على التمريرات الطويلة السريعة والهجمات المرتدة للوصول إلى مرمى مصر. سرعة بعض عناصره الهجومية قد تشكل تهديداً حقيقياً إذا وجدت المساحات.

  • الكرات الثابتة: في المباريات الضيقة، تصبح الركلات الركنية والكرات الحرة سلاحاً مهماً، والإمارات قد تعمل على استدراج الأخطاء في مناطق خطيرة.

توقعات تشكيل وخطط الفريقين

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر (3-4-3 هجومي):

من المتوقع أن يلجأ المدرب طولان لتشكيل هجومي أكثر جرأة لفرض السيطرة ومحاصرة مرمى الإمارات منذ البداية.

  • حراسة المرمى: محمد الشناوي (الأرجح) أو علي لطفي.

  • خط الدفاع: محمود حمدي "الونش"، هادي رياض، ياسين مرعي.

  • خط الوسط: أحمد فتوح (ظهير أيمن)، محمد النني، عمرو السولية، كريم فؤاد (ظهير أيسر).

  • خط الهجوم: محمد صلاح (إن كان ضمن القائمة المستدعاة)، مصطفى محمد، محمود تريزيجيه.

التشكيل المتوقع لمنتخب الإمارات (5-4-1 دفاعي):

سيحاول المدرب الإماراتي سد الثغرات وملء المساحات أمام الهجوم المصري.

  • حراسة المرمى: علي خصيف.

  • خط الدفاع: محسن الجاسم، محمد البراهيم، وليد حسين، خليفة الحمادي، حمد عباس.

  • خط الوسط: عبد الله رمضان، ماجد راشد (مراكز ارتكاز)، علي مبخوت (جناح أيمن)، فيصل الخاطر (جناح أيسر).

  • خط الهجوم: علي صالح (مهاجم منفرد).

نقاط المواجهة الحاسمة داخل الملعب:

  1. وسط الملعب: صراع بين خبرة وتوزيع محمد النني وعمرو السولية، وبين نشاط وقطع الكرات لدى وسطي الإمارات. من يسيطر على هذه المنطقة يتحكم بشكل كبير في إيقاع المباراة.

  2. الأجنحة: محاولة مصر استغلال عمق الظهيرين فتوح وفؤاد في الاختراق ورفع الكرات العرضية، في مواجهة دفاعي إماراتيين سريعين. إخفاق الهجوم المصري في هذه النقطة سيعني شلّ فاعليته تقريباً.

  3. العمق الهجومي: قدرة مهاجمي مصر على الحركة بين مدافعي الإمارات الخمسة وخلق المساحات، مقابل الاعتماد الإماراتي الكامل على الهجمات المرتدة التي تبدأ من علي صالح.

كيف تشاهد مباراة مصر والإمارات؟

  • الموعد: السبت، 6 ديسمبر 2025.

  • الساعة: 20:30 مساءً بتوقيت القاهرة والدوحة (17:30 بتوقيت غرينتش).

  • الملعب: استاد لوسيل، الدوحة، قطر.

  • القنوات الناقلة: يمكن متابعة المباراة عبر عدة قنوات عربية مفتوحة ومشفرة، منها على سبيل المثال:

    • قناة أبوظبي الرياضية 1 (مفتوحة).

    • قناة الكأس القطرية (مفتوحة).

    • قناة دبي الرياضية (مفتوحة).

    • قناة beIN SPORTS المشفرة الحاصلة على حقوق البث الأساسية في العديد من الدول.

مصر والإمارات على سجادة الخضراء

التقى المنتخبان في عدة مناسبات تاريخية، معظمها في إطار التصفيات الآسيوية أو البطولات العربية. عمومًا، يتميز السجل بالمواجهات المباشرة بتفوق واضح للمنتخب المصري، سواء من حيث عدد الانتصارات أو فارق الأهداف. ومع ذلك، استطاع منتخب الإمارات في بعض اللقاءات، خاصة تلك التي أقيمت على أرضه أو في مناسبات كبيرة، أن يقدم مقاومة شرسة ويسجل نتائج إيجابية أو يعقد الأماء على الفراعنة. هذه الخلفية التاريخية تضيف بعداً نفسياً للمباراة، حيث يطمح الإماراتيون لكسر الهيمنة التقليدية، بينما تسعى مصر لتأكيد تفوقها.

سيناريوهات متعددة لمصير الفريقين

ستحدد صافرة البداية ونهاية المباراة مصيراً ليس للفريقين فقط، بل للمجموعة بأكملها، خاصة مع إقامة مباراة الكويت والأردن في وقت لاحق.

السيناريوهات المحتملة وتأثيرها:

نتيجة المباراةتأثيرها على مصرتأثيرها على الإمارات
فوز مصرالانتقال إلى 4 نقاط، والاقتراب جداً من التأهل، خاصة إذا تعادل الكويت والأردن. يريح الفريق نفسياً ويضعه في موقع قوي قبل مواجهة الأردن.البقاء عند صفر نقاط، والإقصاء شبه المؤكد من البطولة رياضياً، إلا في حال ظروف معجزة في الجولة الأخيرة.
تعادل مصر والإماراتالانتقال إلى نقطتين فقط، ووضع غير مريح بالمرة. يجعل الفريق تحت رحمة نتيجة مباراة الكويت والأردن، وقد يضطره للفوز على الأردن بأي ثمن في الجولة الأخيرة.الانتقال إلى نقطة واحدة، مع استمرار الأمل الرياضي ضئيلاً ولكنه موجود. يصبح التأهل معجزة تعتمد على فوز كبير في الجولة الأخيرة وانهيار تام للفرق الأخرى.
فوز الإماراتتبقى عند نقطة واحدة، وتدخل في دوامة من الحسابات المعقدة والمخيفة. الهزيمة ستكون صدمة كبرى وقد تعني الإقصاء المبكر في حال فوز الأردن أو الكويت في مباراة اليوم الأخرى.القفز إلى 3 نقاط، وإعادة إشعال المنافسة في المجموعة بشكل كبير. يعيد الثقة للفريق ويجعل كل شيء ممكناً في الجولة الأخيرة، معتمدا على نتيجة أخرى.

موعد مع النفس قبل المنافس

مواجهة مصر والإمارات في كأس العرب 2025 هي نموذج مصغر للدراما التي يمكن أن تقدمها كرة القدم. إنها قصة فريق عليه أن ينتصر على مخاوفه ونفسه أولاً قبل أن يفكر في الخصم، وفريق آخر يرى في اليأس فرصة أخيرة للقيام بفعل بطولي.

كل المؤشرات الموضوعية تُظهر أن منتخب مصر هو المرشح الأقوى للفوز، لكن كرة القدم لا تُحسم على الورق. ربما تكون الإرادة التي يمتلكها منتخب الإمارات، المدفوع بروح "لا شيء يخسره"، هي العامل الأكثر خطورة في هذه المعادلة. الجماهير على موعد مع 90 دقيقة، كل لحظة فيها قد تحمل مفاجأة، وكل قرار قد يغير مصير رحلة فريق كامل في البطولة. السؤال الأكبر: من سيخرج منتصراً من اختبار الشخصية هذا، الفراعنة أم أبيض الخليج؟ الإجابة تأتي من لوسيل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم