حظوظ المنتخب التونسي للتأهل للدور الثاني ضمن منافسات كاس العرب

تحليل شامل للمنتخب التونسي في كأس العرب 2025: حظوظ التأهل الصعبة، تفاصيل المباراة الحاسمة ضد قطر، وتوقعات الفوز. تعرف على السيناريو الوحيد لعبور نسور قرطاج للدور الثاني.

نسور قرطاج على حافة الهاوية

يُواجه المنتخب التونسي واحدا من أصعب التحديات في مسيرته الأخيرة ضمن منافسات كأس العرب 2025 المقامة في قطر. بعد جولتين مخيبتين، تجد "نسور قرطاج" نفسها على شفا الإقصاء المبكر، محاصرة بمعادلات رياضية معقدة تجعل مهمتها في التأهل للدور الثاني شبه مستحيلة. مع ذلك، يظل الأمل الرياضي قائمًا، حيث سيكون موعد المنتخب التونسي القادم مع قطر يوم الأحد 7 ديسمبر على ملعب البيت، مواجهة مصيرية هي "مباراة حياة أو موت" بتعبير المتابعين. هذا المقال يقدم تحليلاً شاملاً لمسار التونسيين في البطولة، ويستعرض بالتفصيل السيناريوهات الممكنة للتأهل، والتحديات التي تنتظر الفريق في المباراة الحاسمة.

نتائج المنتخب التونسي في الجولتين السابقتين

دخل المنتخب التونسي المنافسات وهو أحد أبرز المرشحين للقب، خاصةً كونه حامل لقب النسخة الأولى عام 1963 ووصيف بطل نسخة 2021 الأخيرة. لكن البداية كانت مخالفة للتوقعات تمامًا.

خسر المنتخب التونسي في الجولة الافتتاحية أمام سوريا بنتيجة 1-0. جاءت الضربة الأقسى في الجولة الثانية، حيث تعادل الفريق مع فلسطين بنتيجة 2-2 بعد أن كان متقدمًا بهدفين نظيفين حتى الدقيقة 51. أهداف عمر العيوني وفراس شواط لم تكن كافية، حيث عاد المنتخب الفلسطيني بقوة وسجل هدفين متأخرين عبر حامد حمدان وزيد قنبر ليعادلا النتيجة.

هذه النتائج، مقترنة بتعادل سوريا وقطر 1-1 في الجولة الثانية، وضعت المجموعة الأولى في حالة من التعقيد الشديد.

حظوظ التأهل بين الصعوبة والاستحالة

يظهر الجدول التالي الوضع الحرج الذي يواجهه المنتخب التونسي مقارنة بمنافسيه بعد انتهاء الجولتين الأوليين:

المركزالمنتخبلعبفوزتعادلخسارةلهعليهالنقاط
1فلسطين2110324
2سوريا2110214
3تونس2011231
4قطر2011121

يوضح الجدول أن المنتخب التونسي يتشارك المركز الثالث مع المنتخب القطري برصيد نقطة واحدة فقط، بينما يتصدر المنتخبان الفلسطيني والسوري برصيد أربع نقاط لكل منهما.

السيناريو الوحيد: كيف يمكن للمنتخب التونسي التأهل؟

بناءً على نظام البطولة والذي يتأهل بموجبه أول وثاني كل مجموعة، أصبح أمام المنتخب التونسي سيناريو وحيد ومشروط بشدة للعبور إلى الدور الثاني (ربع النهائي).

للتأهل، يجب أن يتحقق شرطان أساسيان في الجولة الثالثة والأخيرة، وهما في وقت متزامن:

  1. فوز المنتخب التونسي على قطر: يجب أن يحقق نسور قرطاج الفوز في المباراة المباشرة ليرفع رصيده إلى 4 نقاط.

  2. فوز سوريا على فلسطين: في المباراة الأخرى للمجموعة، يجب أن يفوز المنتخب السوري على نظيره الفلسطيني. أي تعادل بين سوريا وفلسطين يضمن تأهلهما معًا برصيد 5 نقاط، ويقصي تونس وقطر رياضياً بغض النظر عن نتيجة مباراتهما.

حتى في حالة تحقيق هذين الشرطين، قد تحتاج تونس إلى الفوز بفارق أهداف معين (هدفين أو أكثر) لضمان تخطي فارق الأهداف إذا تساوت النقاط مع منتخب آخر، وذلك حسب المعايير التفصيلية للبطولة.

مواجهة المنتخب التونسي مع قطر

ستكون المباراة المصيرية ضد المنتخب القطري، المستضيف للبطولة والذي يشارك تونس نفس الرصيد النقطي والرغبة الملحة في الفوز.

  • الموعد والمكان: الأحد، 7 ديسمبر 2025، الساعة 20:00 بتوقيت الدوحة (19:00 بتوقيت بيروت)، على ملعب البيت.

  • القنوات الناقلة: يمكن متابعة المباراة عبر قنوات بي إن سبورتس، الكاس، أبوظبي الرياضية، ودبي الرياضية.

  • حالة الفريقين: يدخل كلا المنتخب التونسي والمنتخب القطري المباراة تحت ضغط هائل. المنتخب القطري خاب ظن جماهيره بعد تعادله مع سوريا في الدقيقة الأخيرة، وهناك غضب وإحباط في الشارع الرياضي القطري. هذا يجعل المباراة "مواجهة مباشرة على حافة الهاوية" لكلا الفريقين.

ماذا يحتاج المنتخب التونسي؟

لتحقيق الفوز المنشود، على المنتخب التونسي معالجة عدة نقاط:

  1. الثبات الدفاعي: منع تكرار أخطاء النهايات التي كلفته الفوز أمام فلسطين.

  2. الكفاءة الهجومية: تحويل السيطرة والفرص إلى أهداف حاسمة.

  3. القوة النفسية: التعامل مع ضغوط "الموت السريري" وضرورة الفوز مع انتظار نتيجة أخرى.

  4. الخطط البديلة: الاستعداد لمواجهة منتخب قطري سيكون هجومياً أيضًا بحثًا عن الفوز.

هل يستطيع المنتخب التونسي صناعة المعجزة؟

باتت آمال المنتخب التونسي في التأهل للدور الثاني من كأس العرب 2025 معلقة على خيط رفيع. المهمة واضحة لكنها شاقة للغاية: الفوز على قطر وانتظار هدية من سوريا. بينما يتحكم المنتخب التونسي في جزء من مصيره على أرض الملعب، فإن الجزء الآخر مرتبط بنتيجة لا يد له فيها. مهما كانت النهاية، فإن المباراة القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإرادة "نسور قرطاج" ومحاولتهم الأخيرة لإنقاذ كبريائهم في بطولة عربية كانوا دائمًا من أبرز وجوهها. السؤال الآن: هل يملك المنتخب التونسي ما يكفي من العزيمة والمهارة لصناعة المعجزة المطلوبة؟ الإجابة ستأتي من على أرضية ملعب البيت في الدوحة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم