المنتخب المغربي يتعادل سلبيا مع عمان
بعد الأداء المشرِّف في كأس العالم 2022، يُتابع الجمهور العربي والعالمي أداء المنتخب المغربي في كأس العرب 2025 بترقب. وفي منعطف مُفاجئ، تعادل المنتخب المغربي سلبياً أمام نظيره العُماني في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية. هذه النتيجة، رغم أنها أبقت "أسود الأطلس" في صدارة المجموعة، أثارت العديد من التساؤلات حول شكل الفريق وتوقعاته في البطولة. هذا المقال يقدّم تحليلاً شاملاً للمباراة، ظروفها، تداعياتها المباشرة، وآفاق كلا الفريقين في المسابقة.
تفاصيل المباراة: السيطرة المغربية والعائق العماني المتين
جمعت المباراة التي أُقيمت على ملعب المدينة التعليمية في الريان بين منطقين مختلفين تماماً. من جهة، فرض المنتخب المغربي سيطرته الكروية الواضحة على مجريات اللعب، خاصة في الشوط الأول، حيث كان الفريق الأكثر خطورة وتحصيلاً لفرص التسجيل. تُرجمت هذه السيطرة إلى نسبة استحواذ عالية بلغت 65% في الشوط الأول.
من الجهة الأخرى، قدّم المنتخب العُماني أداءً دفاعياً منضبطاً وصلباً، مُحيلاً سيطرة المغرب إلى مجرد أرقام على الورق دون أن تتحول إلى أهداف فعليّة في الشباك. اعتمد العُمانيون على الاحتشاد الدفاعي الخطر والخرجات السريعة للاعتماد على الهجمات المرتدة، وهو ما حال دون تحقيق المغرب للاختراق المنشود.
نقطة التحول: الطرد الأحمر وتأثيره على مسار اللقاء
كانت لحظة فارقة في المباراة عند الدقيقة 53، عندما تلقى المهاجم المغربي والقائد عبد الرزاق حمد الله البطاقة الحمراء المباشرة بعد تدخل عنيف على لاعب عُماني. هذا الحادث غير مجرى المقابلة بشكل جذري:
تغيير في التوازن: اضطر المنتخب المغربي للاعتماد أكثر على الدفاع واللعب بشكل أكثر حذراً بعد النقص العددي.
فرصة ضائعة لعُمان: على الرغم من محاولات المنتخب العُماني استغلال تفوقه العددي وزيادة الضغط الهجومي، إلا أنه فشل في ترجمة هذه المحاولات إلى هدف حاسم.
تأثير معنوي: حرمان الفريق من قائد هجومه وأحد أبرز عناصره القيادية في وقت كانت فيه المباراة لا تزال متاحة لأي من الطرفين.
نظرة على رحلة المنتخب المغربي في البطولة حتى الآن
لتفهُم صورة المشوار بشكل أوضح، يُمكن مقارنة أداء المنتخب المغربي في مباراتيه بالمجموعة:
تداعيات النتيجة ومسارات التأهل للمجموعة الثانية
غيّرت نتيجة التعادل الحسابات في المجموعة الثانية، وجعلت من الجولة الثالثة والأخيرة حاسمة لتحديد هوية المتأهلين إلى دور الربع النهائي.
وضع المنتخب المغربي بعد التعادل
يحتكر المنتخب المغربي صدارة المجموعة برصيد 4 نقاط، جمعها من فوز وتعادل. وهذا يضعه في موقع جيد للتأهل، لكن المهمة لم تُحسم بعد. مصيره أصبح مرتبطاً بشكل كبير بمباراته الأخيرة ضد المنتخب السعودي، الذي تبلغ نقاطه 3 نقاط بعد فوزه على عمان في الجولة الأولى.
سيناريو التأهل المباشر: يتأهل المنتخب المغربي تلقائياً إلى ربع النهائي في حالة الفوز أو التعادل أمام السعودية.
سيناريو الخطر: هزيمة المنتخب المغربي أمام السعودية قد تعقد موقفه، وتجعله يعتمد على نتيجة مباراة عمان وجزر القمر، خاصة إذا كان الفارق في الأهداف ضعيفاً.
وضع المنتخب العماني بعد التعادل
يبقى وضع المنتخب العُماني صعباً، حيث يملك نقطة واحدة فقط من تعادله مع المغرب، بعد خسارته من السعودية في الجولة الأولى. نظرياً، ما زال بإمكانه المنافسة على التأهل، لكن ذلك يتطلب:
فوزه بفارق أهداف جيد على جزر القمر في الجولة الأخيرة.
خسارة المنتخب السعودي أمام المغرب بنتيجة تُحسّن فارق الأهداف لصالح عمان.
المرحلة القادمة: المباريات الحاسمة وتوقعات الأداء
تُقام الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات يوم الإثنين 8 ديسمبر 2025، وتشهد مواجهتين حاسمتين في هذه المجموعة.
المواجهة الكبرى: المنتخب المغربي × المنتخب السعودي
ستُقام هذه المباراة المصيرية على ملعب لوسيل عند الساعة 19:00 بتوقيت مكة (20:00 بتوقيت السعودية). وتُعتبر أهم مباريات المجموعة لأن نتيجتها ستحدد المتصدر وصاحب المركز الثاني.
تحديات المغرب: سيدخل المنتخب المغربي المباراة بدون قائده المهاجم عبد الرزاق حمد الله بسبب الإيقاف. هذا يتطلب إعادة تنظيم الخط الهجومي وقد يدفع المدرب إلى الاعتماد على خيارات مختلفة. الثبات النفسي بعد خيبة أمل التعادل سيكون عاملاً مهماً.
قوة السعودية: يُعد المنتخب السعودي من أقوى المنافسين في البطولة، ويحمل رصيداً من الثقة بعد تأهله المبكر لربع النهائي. يمتلك الفريق لاعبين خطرين مثل سالم الدوسري، الذي وصفه الاتحاد الدولي (فيفا) بأنه من "اللاعبين الذين يجب متابعتهم" في هذه البطولة.
مواجهة الكبرياء: المنتخب العماني × جزر القمر
يلتقي المنتخب العُماني مع جزر القمر في مباراة تُقام في وقت متزامن. بالنسبة للعُمانيين، فهذه المباراة هي فرصتهم الأخيرة لإنقاذ كبريائهم وتقديم صورة أفضل، حتى وإن كانت فرص التأهل رياضياً ضئيلة. الفوز سيكون مهماً لإنهاء المشاركة برأس مرفوع.
اختبار حقيقي للعمق والتكيف
كشفت مباراة التعادل السلبي بين المنتخب المغربي والمنتخب العُماني أن الطريق نحو الألقاب محفوف بالتحديات غير المتوقعة. أمام المنتخب المغربي الآن اختبار حقيقي لعمق قوته وقدرته على التكيّف مع غياب القائد تحت الضغط. المباراة القادمة أمام السعودية ليست مجرد مباراة لتأكيد التأهل، بل هي محك لقدرة الفريق على التعلم من أخطائه والعودة بقوة. أما بالنسبة لـ المنتخب العُماني، فقد قدّم درساً في الصلابة الدفاعية، وعليه بناء مستقبله على هذا الأساس. تُظهر هذه البطولة أن كرة القدم العربية مليئة بالمفاجآت، وأن أي نتيجة أصبحت ممكنة.